دور كلاب البوليسية في كشف الجرائم
قبل ان ندخل لصلب الموضوع اود ان ضرب مثلا :-
بعد اخبار المحقق بوقوع جريمة القتل – مثلا – ببرهة من قبل المخبر ، و ان المجنى عليه لايزال جثته في محل الحادث ، قام المحقق بالواجب و انطلق الى محل الحادث ، و وجد الجثة ملقاة على قارعة الطريق و كانت هويته معلومة او مجهولة ، لكن المتهم كان هاربا و غير معروفا و تمكن من الفرار بنفسه ولم يكن هناك أي شهود عيان او حتى شهود سماع بمعنى كانت القضية عبارة عن جريمة قتل مما يسمى بقتول الغامضة ، و تمكن من العثور على مواد او لباس – مثلا – للمتهم وتوفر كل مستلزمات لاستدعاء الكلاب البوليسية ، الا ان المحقق لم يقم باستدعاء الكلاب البوليسية ، برأيك كم تستغرق من الوقت للعثور على المتهم و القبض عليه ، اعتقد لا تخالفني الرأي بانه لكي يفي اجراءات التحقيقية باغراضه و يتم القبض على المتهم في مثل هذه الحالات لربما نحتاج لشهور او سنة او اكثر ، او ربما لا نعثر على القاتل المجهول نهائيا و يبقى هويته مجهولة الى النهاية .
و المثل الثاني هو ماذا لو قام المحقق في مثال اعلاه باستخدام الكلاب البوليسية و تمكن الكلاب من رفع رائحة المتهم وادى النتيجة الى القبض عليه او تحيد مكان الذي توجه اليه الو أي اجراء كشف اخر بواسطة هذه الكلاب ، اعتقد الفرق واضح ، لكن هذه ليس كل شيء .
فنحن تعودنا على استخدام الكلاب البوليسية للحراسة فقط دون ان نكون ملمين كفاية بقدرات الكلاب لرفع رائحة بواسطة قوة الشم لدى الكلاب بحيث يمكن بواسطته شم رائحة الانسان المحمولة مع الهواء و الرياح على بعد 200 متر تقريبا و التوجه الى المصدر الرائحة مباشرة دون ان يراها بالسير المعاكس لاتجاه عقرب الساعة .
نظرا لتلك القليل الذي عرضناه اعلاه اصبح اليوم دور الكلاب البوليسية كبيرة للغاية في اكتشاف الجرائم و خصوصا الغامضة منها باقتداء لاثار التي يرفعه الكلاب عن طريق الشم ، لكن اصبح وضائف الكلاب اكثر بكثير من تمكنه لكشف هوية المتهم بحيث يمكن القول بانه في كثير من الاحيان يلعب كلاب البوليسية دور الاهم لشف حقائق الجرائم و نحن نتلخص وضائف الكلاب البوليسية في النقاط التالية :-
1- التعقيب :- يكون للكلاب دور الاهم في تعقيب و التتبع اثار المتهمين بداءا من محل الحادث وسيرا بملاحقته بواسطة رفع رائحته التي تنبعث من المتهم او أي شيء اخر مراد تعقيبه والتي يبقى منتشرة في الهواء لمدة معينة متجها الى مكان توجهه ، فيمكن ان يكون المراد التعقيب عنه المتهم كما و يمكن ان يكون المجنى علية المفقود او المخطوف اومخفي جثته من قبل المتهم بعد قتله هو محل التعقيب لكلاب البوليسية ففي أي حالة كان ووفقا للظروف الخاصة لكل الجريمة يتم اتخاذ الاجراءات المناسبة من قبل المحقق في سبيل تهيئة الظروف الملائمة لنجاح دور الكلاب في عملية التعقيب ، فمثلا نعتمد على تلك الملابس التي لبسها المجنى عليه المخطوف اخر اللحظة قبل خطفها ، و كذلك لابد ان يكون محل الحادث معلوما او مكان البدء بتنفيذ التعقب عن المراد تعقيبه معلوما و عادتا هو محل الحادث حيث من غير صواب ان نبداء بالتعقب من مكان اخر لا تربطه بالجريمة، لكن يمكن للمحقق ان يبداء بالتعقب بواسطة الكلاب البوليسية في غير مكان الحادث اذا كان المكان الذي اختاره المحقق احدث من مكان وقوع الجريمة.
و هناك اجراءات و واجبات معينة تقع على عاتق المحقق قبل استغدام الكلاب البوليسية او عند استغدامها او بعدها ، ونحن نوجزها بالآتي :
أ- اخبار مرشد الكلب بالحضور فورا لمحل الحادث – مثلا - مستصحبا معه الكلب البوليسي و المحافظة على الاثار و الاشياء التابعة للجاني و تخطية محافظتها لحين احضار الكلب، و عدم السماح للغير المرور او الوقوف ، او حصول زحم من الناس في مكان الحادث .
ب- تحرير الاشياء بصورة محكمة و منظمة للمعافضة على معالمها و روائحها التي وجدت عندها ، لعرضها على الكلب البوليسي ، كوضعها في علب مناسبة او اكياس نايلون ذات احجام ملائمة لتلك الاشياء التي ضبطت .
ت- التعاون مع مرشد الكلب و احاطته علما بالظروف الحادث ، بغية توجيه الكلب حسب الخطة المرسومة .
ث- ان يكون تحرير كل شيء على حدة ، بان يكون كل شيء يضع في اكياس مستقلة عن الاخر ، لكي يتم المحافظة على روائح الاشياء و عدم اختلاطها ، كون يحتمل ان يكون المادتان المراد حفظهما في كيس واحد يرجع لشخصين مختلفين مما يؤدي الى اختلاط رائحتهم وافساد مهمة الكلب .
ج- تأجيل مهمة الخبراء الفنيين الى ما بعد اجراء عملية التعقيب ، كخبراء رفع طبعات الاصابع و رفع اثار الاقدام و غيرها لحيلولة دون اختلاط روائحهم مع رائحة الجاني المتروكة في محل الحادث مثلا .
ح- ان تنظم المحقق محضرا – محضر تعقيب (الجاني فلان او الجثة المجهولة فلان او المخطوفة فلان حسب الظروف كل الجريمة على حدة ) بواسطة الكلب البوليسي - يبين فيه ما قام به و يتم ربطها بالاوراق التحقيقية و تثبيت نتيجة التعقيب فيها و عرضها على قاضي التحقيق باسرع وقت ممكن.
2- الاستعراف :- عندما يقوم المحقق في الكشف على محل الحادث سيتعثر على اشياء يرتبط بواقع الجريمة المرتكبة فربما يكون ضمن تلك الاشياء ملابس الجاني الذي تركه في محل الحادث او مزقه المجنى عليه اثناء الدفاع عن نفسه فلابد للمحقق ان يحتفظ بمثل هذه الملابس و ان يحفضها في ظروف او اكياس نايلون ذات احجام ملائمة لها و مغلقة في نفس الوقت ، وان لم يتمكن من القبض على المتهم في نفس الوقت ، لانه يستفيد السلطات التحقيقية في حال ما اذا تم القبض على المتهم بوسائل اخرى و بعد ذلك يجري للمتهم عملية الاستعراف بواسطة الكلاب البوليسية ، فعملية اللاستعراف هذه يمكن ان تجريها المحقق بواسطة الكلاب في حال ما اذا كان شيئا او مادة او لباسا وجد ولا تحول شك بعائديته للمتهم ، وان هذه الشي تم حفضها في مكان امن ، و بعد مدة تم اللقاء القبض على المتهم الهارب لكن هنالك شكوك تحول حول امكانية قيامه بتلك الجريمة او ادلة غير كافية ، في تلك الاوقات و الظروف يقدم المحقق عدد من الرجال من ظمنهم المتهم ويصفون في صفوف بان يقف كل واحد خلف الاخر بخطوة مثلا ، ثم يعرض المادة او اللباس التي تم العثور عليها في معرض الجريمة على الكلب البوليسي و بعدها يمر الكلب البوليسي بين الاشخاص و المتهم حتى يتمكن من التعرف على صاحب الرائحة المنبعثة من تلك القطعة التي تم العثور عليها في محل الحادث و يجوز للمحقق ان تعاد العملية لاكثر من مرة و ان تقوم بتغيير مكان وقوف المتهمين بحسب الحاجة، وحتما في كل الاحوال لا يكون النتيجة ايجابية ، فحتمل ان يكون النتيجة العملية السلبية ففي تلك الاوقات سواءا كانت نتيجة العملية سلبية او ايجابية ليس على المحقق سوى تنظيم محضر بذلك و عرضه على الجهات المختصة بالقرار عليها – قاضي التحقيق مثلا - ، لكن المشكلة تكمن في ان مع ما لاجراء العملية الاستعراف من البساطة في باديء الامر و سهولة القيام بها الا ان هذه الاسلوب لا يخلوا من الخطورة في بعض الاحيان و لابد ان يكون للقائم بهذه العملية ان يحذر جيدا لحيلولة دون وقوعه في اخطاء ، خصوصا عند قيامه باعادة العملية الكشف و تغيير اماكن الاشخاص والمتهم ، وذلك لان تغيير محل وقوف المتهم بين المستعرضين او تغير مواقع وقوف الاشخاص جميعهم و من ضمنهم المتهم ، قد تشكل او تؤدي الى اختلاط المواد و الروائح الطيارة التي تنبعث منهم و المنتشرة في الهواء و التي على ضوئها و هداها يستهدي الكلب في تعريفه للمتهم ، ذلك لان من المحتمل ان تظل هذه المواد الطيارة عالقة في محل وقوفهم الاول و قد تغطي الروائح الجديدة خاصة اذا ما كانت نسبة روائح الاولى كثيرة و الجديدة قليلة او اذا لعبت الرياح دورا لخلط الروائح فحينئذ يقع الكلب في الاخطاء او صعوبة التحديد ، لذلك يتوجب على القائم بعملية الاستعراف ان يضع في الحسبان التلكم الامور و ان يحاول جاهدا لحيلولة دون تحقق ما وصفناه بالاختلاط و التضليل الكلب ،فاجراء العملية في اماكن لا رياح فيها امر محبب و كذلك فصل المستعرضين و كلما كانت المسافة بينهم كثيرة كلما كانت افضل ، لكن الافضل للمحقق ان يستعين بلباس المستعرضين التي تحتفظ برائحة صاحبها كالجورب الو الملابس الداخلية او المناديل او غيرها دون انفسهم لعرضها على الكلب البوليسي بشكل متفرق مع وضع علامات او اسماء تشير الى هوية صاحبها على تلك الملابس وان تجري العملية في مكان ينعدم فيه الريح ، فكلما كانت الظروف مناسبة و ملائمة كلما نجح او تكون فرصة الكلب بالنجاح كبيرة و كل ذلك يتوقف على عمل و خبرة و كفاءة المحقق .
3- الكشف على المحذورات و المواد الجرمية :- وكذلك يمكن ان نستعين بالكلاب البوليسية في نقاط التفتيش الكمركي او العسكري او أي نقاط تفتيشية اخرى وخصوصا في الحدود الدولة او المطارات لغرض الكشف على المحذورات كالمواد المخدرة مثلا التي تحملها الجاني و يخفيها مع امتعتها و يصعب البحث عنها او ايجادها ، لكن باستخدام الكلاب البوليسية المدربة على البحث عن المخدرات المخبئة او مدفونة مثلا في أي مكان تريدها سلطات البحث و التفتيش سيسهل الامر الى حد بعيد جدا واعتقد ان الامر هذه معروف لدى الكثير.
قبل ان ندخل لصلب الموضوع اود ان ضرب مثلا :-
بعد اخبار المحقق بوقوع جريمة القتل – مثلا – ببرهة من قبل المخبر ، و ان المجنى عليه لايزال جثته في محل الحادث ، قام المحقق بالواجب و انطلق الى محل الحادث ، و وجد الجثة ملقاة على قارعة الطريق و كانت هويته معلومة او مجهولة ، لكن المتهم كان هاربا و غير معروفا و تمكن من الفرار بنفسه ولم يكن هناك أي شهود عيان او حتى شهود سماع بمعنى كانت القضية عبارة عن جريمة قتل مما يسمى بقتول الغامضة ، و تمكن من العثور على مواد او لباس – مثلا – للمتهم وتوفر كل مستلزمات لاستدعاء الكلاب البوليسية ، الا ان المحقق لم يقم باستدعاء الكلاب البوليسية ، برأيك كم تستغرق من الوقت للعثور على المتهم و القبض عليه ، اعتقد لا تخالفني الرأي بانه لكي يفي اجراءات التحقيقية باغراضه و يتم القبض على المتهم في مثل هذه الحالات لربما نحتاج لشهور او سنة او اكثر ، او ربما لا نعثر على القاتل المجهول نهائيا و يبقى هويته مجهولة الى النهاية .
و المثل الثاني هو ماذا لو قام المحقق في مثال اعلاه باستخدام الكلاب البوليسية و تمكن الكلاب من رفع رائحة المتهم وادى النتيجة الى القبض عليه او تحيد مكان الذي توجه اليه الو أي اجراء كشف اخر بواسطة هذه الكلاب ، اعتقد الفرق واضح ، لكن هذه ليس كل شيء .
فنحن تعودنا على استخدام الكلاب البوليسية للحراسة فقط دون ان نكون ملمين كفاية بقدرات الكلاب لرفع رائحة بواسطة قوة الشم لدى الكلاب بحيث يمكن بواسطته شم رائحة الانسان المحمولة مع الهواء و الرياح على بعد 200 متر تقريبا و التوجه الى المصدر الرائحة مباشرة دون ان يراها بالسير المعاكس لاتجاه عقرب الساعة .
نظرا لتلك القليل الذي عرضناه اعلاه اصبح اليوم دور الكلاب البوليسية كبيرة للغاية في اكتشاف الجرائم و خصوصا الغامضة منها باقتداء لاثار التي يرفعه الكلاب عن طريق الشم ، لكن اصبح وضائف الكلاب اكثر بكثير من تمكنه لكشف هوية المتهم بحيث يمكن القول بانه في كثير من الاحيان يلعب كلاب البوليسية دور الاهم لشف حقائق الجرائم و نحن نتلخص وضائف الكلاب البوليسية في النقاط التالية :-
1- التعقيب :- يكون للكلاب دور الاهم في تعقيب و التتبع اثار المتهمين بداءا من محل الحادث وسيرا بملاحقته بواسطة رفع رائحته التي تنبعث من المتهم او أي شيء اخر مراد تعقيبه والتي يبقى منتشرة في الهواء لمدة معينة متجها الى مكان توجهه ، فيمكن ان يكون المراد التعقيب عنه المتهم كما و يمكن ان يكون المجنى علية المفقود او المخطوف اومخفي جثته من قبل المتهم بعد قتله هو محل التعقيب لكلاب البوليسية ففي أي حالة كان ووفقا للظروف الخاصة لكل الجريمة يتم اتخاذ الاجراءات المناسبة من قبل المحقق في سبيل تهيئة الظروف الملائمة لنجاح دور الكلاب في عملية التعقيب ، فمثلا نعتمد على تلك الملابس التي لبسها المجنى عليه المخطوف اخر اللحظة قبل خطفها ، و كذلك لابد ان يكون محل الحادث معلوما او مكان البدء بتنفيذ التعقب عن المراد تعقيبه معلوما و عادتا هو محل الحادث حيث من غير صواب ان نبداء بالتعقب من مكان اخر لا تربطه بالجريمة، لكن يمكن للمحقق ان يبداء بالتعقب بواسطة الكلاب البوليسية في غير مكان الحادث اذا كان المكان الذي اختاره المحقق احدث من مكان وقوع الجريمة.
و هناك اجراءات و واجبات معينة تقع على عاتق المحقق قبل استغدام الكلاب البوليسية او عند استغدامها او بعدها ، ونحن نوجزها بالآتي :
أ- اخبار مرشد الكلب بالحضور فورا لمحل الحادث – مثلا - مستصحبا معه الكلب البوليسي و المحافظة على الاثار و الاشياء التابعة للجاني و تخطية محافظتها لحين احضار الكلب، و عدم السماح للغير المرور او الوقوف ، او حصول زحم من الناس في مكان الحادث .
ب- تحرير الاشياء بصورة محكمة و منظمة للمعافضة على معالمها و روائحها التي وجدت عندها ، لعرضها على الكلب البوليسي ، كوضعها في علب مناسبة او اكياس نايلون ذات احجام ملائمة لتلك الاشياء التي ضبطت .
ت- التعاون مع مرشد الكلب و احاطته علما بالظروف الحادث ، بغية توجيه الكلب حسب الخطة المرسومة .
ث- ان يكون تحرير كل شيء على حدة ، بان يكون كل شيء يضع في اكياس مستقلة عن الاخر ، لكي يتم المحافظة على روائح الاشياء و عدم اختلاطها ، كون يحتمل ان يكون المادتان المراد حفظهما في كيس واحد يرجع لشخصين مختلفين مما يؤدي الى اختلاط رائحتهم وافساد مهمة الكلب .
ج- تأجيل مهمة الخبراء الفنيين الى ما بعد اجراء عملية التعقيب ، كخبراء رفع طبعات الاصابع و رفع اثار الاقدام و غيرها لحيلولة دون اختلاط روائحهم مع رائحة الجاني المتروكة في محل الحادث مثلا .
ح- ان تنظم المحقق محضرا – محضر تعقيب (الجاني فلان او الجثة المجهولة فلان او المخطوفة فلان حسب الظروف كل الجريمة على حدة ) بواسطة الكلب البوليسي - يبين فيه ما قام به و يتم ربطها بالاوراق التحقيقية و تثبيت نتيجة التعقيب فيها و عرضها على قاضي التحقيق باسرع وقت ممكن.
2- الاستعراف :- عندما يقوم المحقق في الكشف على محل الحادث سيتعثر على اشياء يرتبط بواقع الجريمة المرتكبة فربما يكون ضمن تلك الاشياء ملابس الجاني الذي تركه في محل الحادث او مزقه المجنى عليه اثناء الدفاع عن نفسه فلابد للمحقق ان يحتفظ بمثل هذه الملابس و ان يحفضها في ظروف او اكياس نايلون ذات احجام ملائمة لها و مغلقة في نفس الوقت ، وان لم يتمكن من القبض على المتهم في نفس الوقت ، لانه يستفيد السلطات التحقيقية في حال ما اذا تم القبض على المتهم بوسائل اخرى و بعد ذلك يجري للمتهم عملية الاستعراف بواسطة الكلاب البوليسية ، فعملية اللاستعراف هذه يمكن ان تجريها المحقق بواسطة الكلاب في حال ما اذا كان شيئا او مادة او لباسا وجد ولا تحول شك بعائديته للمتهم ، وان هذه الشي تم حفضها في مكان امن ، و بعد مدة تم اللقاء القبض على المتهم الهارب لكن هنالك شكوك تحول حول امكانية قيامه بتلك الجريمة او ادلة غير كافية ، في تلك الاوقات و الظروف يقدم المحقق عدد من الرجال من ظمنهم المتهم ويصفون في صفوف بان يقف كل واحد خلف الاخر بخطوة مثلا ، ثم يعرض المادة او اللباس التي تم العثور عليها في معرض الجريمة على الكلب البوليسي و بعدها يمر الكلب البوليسي بين الاشخاص و المتهم حتى يتمكن من التعرف على صاحب الرائحة المنبعثة من تلك القطعة التي تم العثور عليها في محل الحادث و يجوز للمحقق ان تعاد العملية لاكثر من مرة و ان تقوم بتغيير مكان وقوف المتهمين بحسب الحاجة، وحتما في كل الاحوال لا يكون النتيجة ايجابية ، فحتمل ان يكون النتيجة العملية السلبية ففي تلك الاوقات سواءا كانت نتيجة العملية سلبية او ايجابية ليس على المحقق سوى تنظيم محضر بذلك و عرضه على الجهات المختصة بالقرار عليها – قاضي التحقيق مثلا - ، لكن المشكلة تكمن في ان مع ما لاجراء العملية الاستعراف من البساطة في باديء الامر و سهولة القيام بها الا ان هذه الاسلوب لا يخلوا من الخطورة في بعض الاحيان و لابد ان يكون للقائم بهذه العملية ان يحذر جيدا لحيلولة دون وقوعه في اخطاء ، خصوصا عند قيامه باعادة العملية الكشف و تغيير اماكن الاشخاص والمتهم ، وذلك لان تغيير محل وقوف المتهم بين المستعرضين او تغير مواقع وقوف الاشخاص جميعهم و من ضمنهم المتهم ، قد تشكل او تؤدي الى اختلاط المواد و الروائح الطيارة التي تنبعث منهم و المنتشرة في الهواء و التي على ضوئها و هداها يستهدي الكلب في تعريفه للمتهم ، ذلك لان من المحتمل ان تظل هذه المواد الطيارة عالقة في محل وقوفهم الاول و قد تغطي الروائح الجديدة خاصة اذا ما كانت نسبة روائح الاولى كثيرة و الجديدة قليلة او اذا لعبت الرياح دورا لخلط الروائح فحينئذ يقع الكلب في الاخطاء او صعوبة التحديد ، لذلك يتوجب على القائم بعملية الاستعراف ان يضع في الحسبان التلكم الامور و ان يحاول جاهدا لحيلولة دون تحقق ما وصفناه بالاختلاط و التضليل الكلب ،فاجراء العملية في اماكن لا رياح فيها امر محبب و كذلك فصل المستعرضين و كلما كانت المسافة بينهم كثيرة كلما كانت افضل ، لكن الافضل للمحقق ان يستعين بلباس المستعرضين التي تحتفظ برائحة صاحبها كالجورب الو الملابس الداخلية او المناديل او غيرها دون انفسهم لعرضها على الكلب البوليسي بشكل متفرق مع وضع علامات او اسماء تشير الى هوية صاحبها على تلك الملابس وان تجري العملية في مكان ينعدم فيه الريح ، فكلما كانت الظروف مناسبة و ملائمة كلما نجح او تكون فرصة الكلب بالنجاح كبيرة و كل ذلك يتوقف على عمل و خبرة و كفاءة المحقق .
3- الكشف على المحذورات و المواد الجرمية :- وكذلك يمكن ان نستعين بالكلاب البوليسية في نقاط التفتيش الكمركي او العسكري او أي نقاط تفتيشية اخرى وخصوصا في الحدود الدولة او المطارات لغرض الكشف على المحذورات كالمواد المخدرة مثلا التي تحملها الجاني و يخفيها مع امتعتها و يصعب البحث عنها او ايجادها ، لكن باستخدام الكلاب البوليسية المدربة على البحث عن المخدرات المخبئة او مدفونة مثلا في أي مكان تريدها سلطات البحث و التفتيش سيسهل الامر الى حد بعيد جدا واعتقد ان الامر هذه معروف لدى الكثير.
